recent
أخبار ساخنة

كيف تعامل الام الابناء







مثل الكبار، الطفل يملك مشاعر وأحاسيس، ويستوعب الخطاب الذي يوجه له، ويتأثر به، سواء كان كلاماً إيجابياً أو سلبياً، ولذلك يلزم أن نكون أكثر حذراً عندما نتعامل مع أطفالنا، ونتحدث معهم بالأسلوب التي تحفزهم باتجاه الأجود.

هناك بعض العبارات التي تستخدمها الأم مع إبنها دون أن تشعر، يمكن أن تؤذي مشاعره وتؤثر على تقديره لذاته.

1- كن صبياً عظيم أو كوني بنت هائلة
بعض الاباء والأمهات يقولون تلك العبارة لأبناءهم إعتقاداً منهم أن ذلك يساعدهم في تحمل المسؤولية والإنتقال لمرحلة أضخم وخطوة حديثة في حياتهم.
في الحقيقة لن يمكنه الطفل أن يتحمل ذلك الإحساس كثيراً، ففي بعض الوقت يتطلب لأن يكون صغيراً ويرتمي في حضن والدته لتحتويه وتدله.

يمكن أن تقولي تلك العبارة لإبنك في بعض الأوقات، ولكن ليس في كل وقت، فأتركي له منطقة ليشعر بأنه طفل ضئيل، ولا يقطن مثل الكبار دوماً.

 2- لا تبكي
عندما يبدأ الطفل في نوبة حنق، تسرع الأم في أن توقفه عن ذلك وتقول له "لا تبكي"، فهل تتوقعي أن تلك العبارة الضئيلة ترسل مراسلات ذات معاني عميقة لطفلك!

يمكن أن يشعر الطفل بأنك ترفضين الجديد معه نتيجة لـ تلك العبارة، وتقللي من شأن ما يفكر فيه، الأمر الذي يصيبه بالإحباط.

بمنع الطفل من البكاء أنت تكبتين مشاعره، وتجعليه يكتم ما بداخله من أحاسيس، وذلك أيضاًً رد إجراء خاطىء.

العبارة الأفضل في وضعية نوبة بكاء الطفل أن تقولي له أنك تتفهمين غضبه من الشأن، ووضحي له عدم حضور إشكالية في أن نبكي بعض الأحيان، ولكن ليس كل شيء في حياتنا يستحق البكاء، فإعطي الشأن الكمية الذي يتكافأ معه.

وبهذا تتحدثي معه حتى يهدأ ويعتاد على ألا يكون رد فعله الرئيسي في كل المواقف هو البكاء.

يلزم أن يشعر الطفل أنك مدركة لمشاعره ومقدرة ما يشعر به، فأنت بهذا تساعديه وتدعميه عوضاً عن أن تقمعيه.

3- لا يبقى ما تخاف منه
حتى ونحن أمهات، هناك بعض الموضوعات التي يمكن أن تخيفنا في الحياة، فما بالك بالأطفال؟

الرهاب إحساس طبيعي لدى الأطفال، ولا ينصح أن نقول لهم عبارات غير واقعية ولا من الممكن تنفيذها، لأنه بالطبع سيواجه مخاوف مغايرة في حياته.

الأمثل أن نقول له أنه لا يبقى شيء تخاف منه أن نشرح له كل شيء يخاف منه وأسبابه، فمثلاً الصوت المرتفع الذي يخيفه نخبره بمصدره، وأنه لن يضرنا بشيء، وسوف يتوقف بعد وقت قصير.

الطفل يخاف لأنه لا يفهم، وإن إستيعاب وإستوعب فسوف يزول ذلك الرهاب بشكل متدرجً.

خلال التحدث مع الطفل بشأن تلك المخاوف، يلزم أن تحتويه وتأخذيه في حضنك، فهذا يجعله يطمئن ويهدأ.

4- أنظر كيف يتصرف صديقك
من أكثر العبارات الخاطئة التي نستخدمها بكثرة مع أبناءنا، هي عبارات المقارنة ظناً منا أننا نحفزهم على التوفيق والتفوق على أصدقاءهم.

في الحقيقة، نحن بتلك الأسلوب نؤثر بالسلب على نفسيتهم، ونجعلهم يركزون مع الاخرين أكثر من  أنفسهم.

لا تنسي أن لكل فرد إمكانياته ومهاراته المخصصة، فإن كان إبنك غير موفق في شيء، فسوف تجدين ما يميزه عن الطفل الاخر، ولا يلزم أن تضعي إبنك في مضاهاة مع أحد.

ذلك الشأن لن يخلق روح المسابقة الشريفة، لكن يمكن أن يزيد الغيظ والكره لذلك الطفل الأكثر نجاحاً من إبنك.

باستمرارً قولي لطفلك أنه ناجح ومتفوق، ولديه نقاط قوة، وساعديه في تدعيمها، دون البصر إلى غيره، وإن أخفق فلا تزيدي من إحباطه، لكن إجعليه يجرب مرة ثانية، ليتعلم المثابرة.

5- إفعل ذلك دون مناقشة
كيف يمكن لشخص أن يقوم بأي تصرف دون أن يفهم سببه أو يكون يملك اعتقاد له؟

عندما تقولي لطفلك أن يقوم بإجراء أو تمنعيه عن إجراء دون أن يتناقش معك ويفهم الداعِي، فبهذا توقفي يملك التفكير والإبداع، والتعود على التحدث وإبداء وجهات البصر المغيرة.

لا تنسي أن الطفل عندما يجد في مواجهته شيء حديث يكون يملك فضول لتجربته، ومعرفة ما هو، وكيف يتم إستعماله، والأفضل أن تدعيه يجرب في مواجهة عينيك، ويفهم كل شيء حوله بمفرده،

ننصحك في تلك المواقف أن تعتادي على توضيح الموقف للطفل، ولماذا يلزم عليه أن يفعل ذلك الشأن، وما هو المقابل لما سيفعله.

6- سوف أخبر والدك
أي صيغة ابتزاز تتحدث بها مع طفلك سوف تجعله طفلاً خائفاً ومهزوزاً مدار الساعة حتى وإن لم يخطىء.

إذ سوف يظن أن أي شيء يفعله يمكن أن يغضبك، ويخشى التجارب الحديثة، وهكذا تقل فرص تعلمه أمور مغايرة في الحياة وصعود مهاراته.

لا تتصوري أن طريقة الوعيد سيجعل طفلك يتوقف عما يقوم به من أعمال، لأنك بذلك تجعلينه شخصاً خائفاً ومتوتراً باستمرارً، لكن ويمكن أن يفكر كيف يخفي عليك ما يفعله.

إستبدلي طريقة الوعيد بالتحدث مع طفلك بهدوء، والعقاب مطلوب ولكن بمقدار الخطأ، وليس في كل الموضوعات، فيجب أن تسامحيه أكثر من  مرة أولاً، ومع إستمراره في الخطأ إبدئي بعقابه من خلال الحرمان الأمر الذي يحبه.

7- لن يمكنها تصرف ذلك
ما أصعب تلك العبارة التي تقولها الأم لطفلها ولا تعرف كيف تعني فيما يتعلق له، فالطفل لن يفهم بتلك العبارة سوى أنه ليس قادراً على إجراء شيء، وربما لا يبدي إعتراضاً، ولكنه سيعتاد أن يعتمد عليك في مختلَف الموضوعات.

والمطلوب منك أن تجعليه يعتمد على ذاته ويجرب ويحاول أكثر من  مرة، ليخطىء ويتعلم ثم ينجح في الخاتمة.

إعرضي عليه العون وإن رضي ساعديه، وإن أحجم فأتركيه وشأنه بمتابعتك، حتى يجيء لك بنفسه ويطلب العون.

8- دعني وحدي
كونك زوجة وأم، فيقابلك العديد من الضغوط والأمور الحياتية العسيرة التي تجعلك تشعرين بالغضب، وتحتاجين لأن تختلي بنفسك لبعض الوقت، ولكن ماذا عن طفلك الذي لا يفهم كل تلك الموضوعات!

بتلك العبارة خلال غضبك يمكن أن يشعر الطفل بأنك لا تريديه جانبك، فهذا كل ما يمكن أن يستوعبه ذهنه وتفكيره من توجيهك لتلك العبارة إليه.

الحل الأفضل في ذلك الموقف أن تعطيه شيئاً يحبه لينشغل به في ذلك الوقت حتى تهدئي وتعودي إلى طبيعتك.

بل لا تتركيه طويلاً في تلك الحالات، لأن الطفل يشاهد ردود أفعالك وغضبك، ويعرف أنك منزعجة من أمرٍ ما، وهكذا يفتقر إلى أن تعودي إليه لتطمئنيه بأن كل شيء على ما يرام.

9- أحسنت الشغل
قد تشعرين بالغرابة بأن تلك العبارة لا يلزم أن تقوليها لطفلك، وهنا لا نعمم الشأن، ولكن لا يفضل أن يشعر الطفل بالمدح والثناء في كل الأعمال والأوقات، لأنه سيعتاد على تلك العبارة مع الوقت، ولن يفرق بين المهمات الطبيعية والفائقة.

إجعلي عبارات الثناء والتحفيز القوية في الأوقات التي يستحق فيها الطفل تلك العبارات، ويمكن الإكتفاء بالإبتسامة وتخصيص وقت للعب كرد إجراء لأفعاله اليومية المعتادة.

10- أعدك بذلك
عادةً ما تقول الأم تلك العبارة، ولا تتصور أن الطفل يصدقها، فتعتبرها حيلة لإسكاته عن الإلحاح مؤقتاً، ومع الوقت يشعر الطفل أن والدته غير صادقة في وعودها معه، وتقل ثقته بها تلقائياً.

في عديد من الأحيان لا يمكنها الأم أن وافته المنية بوعودها مع طفلها، لحدوث أوضاع طارئة وغير متوقفة، أو لعدم تذكرها ذلك الوعد، الأمر الذي لا يقصد لها العديد، ولكنه يقصد لطفلها كل شيء، وسيشعر باليأس القوي إن لم تنفذي ذلك الإتفاق.

وهنا ننصحك بأن تستبدلي تلك العبارة بعبارة أخرى أنسب وهي: "سأحاول أن أفعل لك ما ترغب في"، حتى يكون لدى الطفل خلفية بأن الشأن ليس محسوماً، وفي وضعية عدم تطبيق الوعد أخبريه بالأسباب، وأعطيه بدائل تسعده وتعوضه.

google-playkhamsatmostaqltradent