لنفترض أنك ترغب في أن تتعلم شيئا جديدا، أي شيء، ما هي الخطوات التي ينبغي لك فعلها؟ أنا عادة أقوم بالتالي:
1- تكوين صورة عامة عن الموضوع
وتلك هي الخطوة الأكثر أهمية، لأنك هنا تفهم أبعاد الموضوع برسم صورة عظيمة له، وبناء عليها ستحدد ما إذا كنت ترغب في الاستمرار في تعلم ذلك الشيء أم أنه ليس ملائمًا هذه اللحظة أو لا يناسبك أبدا. قد تستغرق تلك العملية بضع دقائق إلى العديد من أيام بحسبًا لدرجة تعقيد الموضوع. أول ما أقوم به هو بالطبع قراءة صفحة ويكيبيديا التي تتحدث عن الموضوع، ثم أبحث في الشابكة عامة بعد هذا. قد يحتاج الشأن أحيانا أن ترى أفلامًا وثائقية تتحدث عن الموضوع لتكوين فكرة أمثل عنه.
2- التقدير وتحديد الأولويات
نتيجة لـ الطبيعة التراكمية للعلم، فإن كل الأشياء التي ستتعلمها بدون استثناء ستحتاج مطالب يلزم أن تتوفر لديك قبل أن تبدأ. من الممكن أن تكون مهارات عقلية أو جسدية، من الممكن أن تكون علما مسبقا عن موضوع محدد.. وبالتالي
في تلك الفترة أنت ستقوم بتقدير نفسك من جهة تلك المطالب:
– ما الذي تملكه منها؟ ما درجة إجادتك لها؟ وهل هي كافية؟
– ما الذي لا تملكه منها؟ وما هي سبل تحصيله؟
– ما هي درجة اعتمادية تلك الأشياء على بعضها القلة؟ ما الذي ستبدأ به أولًا؟
الملخص أنك في تلك الفترة ستخرج بخطة عمل مرتبة.
3- التعلم الفعلي
هناك الكثير من وسائل وأدوات التعلم الحديثة التي تبدو لنا يومياً، بل أنا شخصيًا أجود أن يكون التركيز الأضخم في فترة تعلم “الأسس” على الأسلوب التقليدية المتمثلة في القراءة الموجهة المركزة، مع الاستعانة بالوسائل الجديدة نسبيًا مثل الدورات عبر الشابكة إن وجدت. بالطبع تَستطيع أن تفعل ما يحلو لك بعد هذا في المعدلات المتقدمة، كأن تعتمد إجماليًا على مواد مرئية أو مواد مسموعة، أو تعتمد على طريقة التعلم بالممارسة تعويضًا من التعليم بالمدرسة.. الشأن يعود لك.
يجيء هنا سؤال هام: ما هو الكتاب الذي يلزم أن أعتمد عليه في فترة الأسس؟ من المحتمل يكون هنالك مئات الكتب، ومن العسير تحديد المستوى الذي يستهدفه كل كتاب.
تفضيلي الشخصي لذلك الموضوع إن كنت ستتعلم بالإنجليزية هو أن تعتمد على سلسلتي For Dummies و Demystified، مع ملاجظة أن السلسلة الأولى في الغالب تبدأ من معدلات أبسط من السلسلة الثانية.
لنفترض أنك ترغب في تعلم الإلكترونيات، كل ما ستفعله هو أن تبحث عن كتاب Electronics For Dummies و كتاب Electronics Demystified وتقارن بينهما أيهما يظهر أسهل لك لتبدأ منه، بعدما تنتهي تَستطيع أن تقوم بتصفح الكتاب الآخر لترى إن قد كانت هناك أفكار لم تقابلك في الأول. مبارك لك، أنت هذه اللحظة تعرف أساسيات الإلكترونيات ويمكنك الانتقال لمستويات متقدمة بسهولة!
4- الالتزام
من أسوأ الأشياء التي قد تتجاوز عليك هو أن لديها التصور العام، وخطة الشغل، والمصادر، والوقت، ثم لا تبدأ بأي شيء!
جميعنا نمر بفترات الفتور هذه، وأنا لست استثناءًا بالطبع، ولكن لا يلزم أن تنبسط.
من الأشياء التي أقوم بها لتخفيض أثر تلك الإشكالية قدر المستطاع هو أنني أركز اجماليًا في موضوع واحد لمدة زمنية مستمرة ، كأن أخصص مثلًا 10 أيام متتالية لدراسة موضوع محدد، ولا أفعل أي شيء في تلك الأيام إلا دراسة ذلك الموضوع لاغير.
لتلك الأسلوب العديد من مزايا:
أنك تستغل تحمسك في الطليعة لتعلم الموضوع كوسيلة للإلتزام، لأنك لو لم تفعل فإن حماسك سيخفت سريعًا، خاصة إذا كنت تمل بسرعة مثلي.
أنك تحصل على عوائد عقلية ونفسية سريعة تدفعك للاستمرار. الكشف المتدرج عن الغموض المرتبط بالموضوع، متعة إستيعاب ما كان يظهر لك منذ بضعة أيام لاغير كطلاسم.. كل تلك الأشياء يتولد عنها نوع من الجوائز النفسية والعقلية التي تغريك بالالتزام والاستمرار، ولكنها كالعادة تخفت سريعًا، لهذا يلزم استغلالها بمجرد أن تبدو وهذا بتركيز المجهود في مرحلة زمنية قصيرة مستمرة .
قارن ذلك مثلًا بشخص يدرس موضوعا معينا مرة واحد في الأسبوع على نطاق أشهر. حتى ولو كان الحماس يشع من عينيه في الأسبوع الأول، سيصبح الشأن حاد الملل بعد مرحلة. لذلك الداعِي تحديدًا أنا لا أرى الدورات عبر الشابكة في أوقاتها الحكومية، لكن أنتظر حتى تنتهي تمامًا ثم أرى المادة كاملة دفعة واحدة بالأسلوب التي ذكرتها. لا أقول أنها الأسلوب المثالية، لكنها على أقل ما فيها مثالية فيما يتعلق لي.