يشعر عديدٌ من الآباء بالتوتُّر من سلوك أبنائهم في مرحلة المراهقة، ويتساءلون عما لو كان هذا أمراً عادياً. يقوم الأطبَّاء بالنَّظر في التغيُّرات التي يتجاوزُّ عن طريقها الأطفال في سنِّ المراهقة، وكيفية التداول مع التأثيرات الناجمة عن التصرف السيِّئ في تلك مرحلة.
يُصرح إنَّ أصعبَ عمل يقوم به الفرد في حياته هو أن يكون أباً أو أمَّاً. ربَّما يكون ذلك الإحساس هو ما يصدر نحوَ بعض الناس حتماً أثناء أعوام المراهقة التي يتجاوزُّ بها أبناؤهم.
سلوكُ المراهقة
ربَّما يكون سلوكُ المراهقين محيِّراً، ومجهداً، ومؤذياً، ومثيراً للقلق في عديدٍ من الأحيان. ولكنَّ ذلك لا يقصد، في أغلب الحالات، أنَّ هناك شيئاً خطيراً ينشأ لدى الطفل زيادة عن كونه مجرَّدَ عملية طبيعية ليكون بعدها الطفل بالغاً.
إنَّ الكثيرَ من المسائل السلوكية المنتشرة، التي يستصعبها الآباء، هي جزءٌ رئيسيٌّ من فترة البلوغ والنمو.
إنَّ اندفاع الهرمونات بقوَّة، بالاشتراك مع التغيُّرات التي تطرأ على الجسد، والسعي الحثيث للبحث عن الذات، والضغوط من الأصدقاء، والشعور المتزايد بالاستقلالية، كلُّ هذا يقصد أنَّ سنين المراهقة هي وقت مُربِك فيما يتعلق للأطفال. وفي ذلك الحين يقصد أنَّهم يصبحون، على طريق المثال، منعزلين، أو يرغبون في مزيداً من الوقت للبقاء وحدهم أو مع أصدقائهم، أو يشعرون بأنَّه يُساء إستيعابُهم، أو يرفضون مساعي الأبوين للتحدُّث إليهم أو توضيح المودَّة لهم، أو يظهرون غاضبين ومتقلِّبي المزاج.
تلك التغيُّراتُ في الشخصية من الممكن أن تكون طبيعية، ولكن ذلك لا يقصد أنَّ الإنسان - لكونه أباً أو أماً - لا يتأثَّر ويشعر بالقلق من تصرُّفاتهم.
مشاعرُ الأبوين تجاه سلوك المراهقين
يمكن للمراهقين أن يستثيروا حتَّى أكثر الوالدين هدوءاً. عندما يكون الأبوان مُثقَيسير بأعباء إضافية في حياتهما، كأن يكون لهما أطفالٌ آخرون مثلاً، مع حضور ضغوط في الشغل، والعلاقات مع الناس، والالتزامات العائلية، والمرض، كلُّ هذا قد يُضفي على الوالدين شعوراً كما لو أنَّ ابنهما المراهق ذلك سيدفعهما إلى حافة الهاوية.
لابدَّ من مسعى الرجوع عن تلك الوضعية، والتَّأوضح بأنَّ هؤلاء المراهقين يملكون عوامل فيزيولوجية خلفَ تصرُّإستيعاب بطرق يصعب بشكل كبيرً تحمُّلها، وربَّما يتضايقون منها ايضاًً؛ فالوالدان هم الشخصان البالغان اللذان تقع على عاتقهما مسؤولية توجيه أبنائهم المراهقين في خلال هذه الفترة العسيرة. ينبغي ألاَّ يتوقَّع الأبوان أنَّهما سيستمتعان بقضاء الوقت مع أبنائهم المراهقين طول الوقتً، ولكن ينبغي أن يعتنيا بنفسيهما كذلكً.
إذا شعر الوالدان بالرفض من قِبَل ابنهما المراهق وتحفُّظه تجاههما، فعليهما أن يتذكَّرا أنَّ تشكيلَ صداقات قوية خارج مدى العائلة هو جزء هام من التربية والنضج. ويجب مسعىُ عدم توضيح الحنق أمامهم؛ واللجوء إلى الأصدقاء أو أشخاص العائلة الآخرين لطلب العون منهم عندما يكون الشأن صعباً عليهما.
كيفيةُ التداول مع الشدَّة
تنصح الجهاتُ الصحِّية باستخدام أداة فعَّالة للتعامل مع المراهق المزعج، وهي أن يبدأ الأبوان بالعناية بنفسيهما، عن طريق ما يلي:
السبات الجيِّد عند منتصف الليلً.
تناول الأكل الصحِّي.
التأكيد على الاستحواذ على وقتٍ للاسترخاء والاستراحة بعيداً عن الأطفال.
القيام بأنشطة بدنية باضطراد.
التحدُّث إلى الأصدقاء، وطلب العون الخارجية من مجموعات العون.
تعلُّم تقنيات التداول مع التوتُّر، ومعرفة إشارات الاكتئاب أو الإرتباك. لو كان هناك توترٌ بشأن حضور اكتئاب أو إرتباك أو إجهاد لديهما، عندئذٍ يلزم التحدُّث إلى الطبيب.
كيف ينبغي التصرُّف مع المراهق؟
الالتزام بالهدوء والتماسك
يقول الأطبَّاء: "ربَّما يكون المراهق عاطفياً إلى حاجزٍّ عظيم زيادة عن أن يكون منطقياً، وهذا نتيجة لـ الهرمونات الهائجة في جسده، والتي لا تكون لطيفة - بالضرورة - فيما يتعلق له، وفي ذلك الحين تُشعره بالرَّهبة. بصرف النظر عن صعوبة الشأن على الأبوين، سوىَّ أنَّه يستلزم من الأبوين الحفاظ على السكون.
الأبوان هما القدوة لأبنائهما المراهقين
إذا رأى المراهقُ أبويه يدخِّنان أو يشربان الكحول أو يتعاطيان المخدِّرات، فإنَّه سوف ينظر إلى هذا على أنَّه ضوءٌ أخضر لتصرُّف الشيء ذاته؛ ولن يستمعَ إليهما إذا طلبا منه الإقلاع عن هذا.
عدمُ كتم المخاوف
نحوَ الإحساس بالقلق من سلوكيات الأولاد المراهقين بخصوصَ الموضوعات التني تتعلَّق بالجنس، يلزم على الأبوين السعي باتجاه تربية هؤلاء الأولاد وتعليمهم عن طريق إطلاعهم على الحقائق بأسلوب طفيفة ومناسبة وأخلاقية. ويجري هذا عن طريق كتاب أو موقع إنترنت رصين، مع التأكُّد من أنَّهم يعرفون المخاطر والكيفية التي يُحصِّنون بها أنفسهم. وليس هناك أجود من التوجيه الحالي على الإرشاد الديني السليم.
منحهم الوقت
يُفضَّل التأكُّدُ من تخصيص وقت يمضيه الأولاد المراهقون مع آبائهم وأمَّهاتهم، والتحدُّث إليهم كما لو أنَّه حقٌّ لهم؛ والتأكُّد من الإنصات إليهم عندما يرغبون في التحدُّثَ مع الأبوين. كما ينبغي تقديمُ المساعدة لهم عندما يفتقرون إلى الذهاب إلى مقر ما، وتعتبرُّ الرحلاتُ في السيَّارة هي الوقت الموائم للحديث إليهم.
تخصيص وقت لكل مراهق بمفرده
السماح للمراهقين بالاستحواز على عالمهم المخصص بهم، وعلى خصوصيتهم المستقلَّة.
توضيح الحب لهم
حتَّى ولو كانوا لا يبدون تجاوب لما يقدِّمه الأبوان من حبٍّ وحنان، فإنَّهم يبقون بحاجة إلى علم أنَّهم مَحبوبون من قبل أبويهم.
وضع حواجز
تسمح الحدودُ للمراهقين بالشعور بالأمان. ينبغي على الأبوين أن يُقرِّرا ما هي هذه الحدود، ومن ثمَّ الالتزام بها.