من المعلوم أن الكثير من الأطفال يتقاعسون عن تأدية واجباتهم المدرسية ، فيؤجِّلون كتابة تمارينهم وحفظ دروسهم بوازع إنجازها في وقت لاحق .
إن ذلك الشأن سيسبب العديد من المشاكل للأطفال ، ويجعل مستوى تحصيلهم الدراسي أقلّ بكثير من زملائهم المجدّين .
يقول الأختصاصيون في تربية الأطفال : إن عادة الإرجاء تلك يمكن القضاء عليها باكتشاف الداعِي الحقيقي الكامن خلف تلك العادة
ثم وضع تدبير مناسبة للتغلب عليها ، وذلك الشأن سيعزز ثقة الطفل بنفسه وبمقدراته .
عوامل الإشكالية :
هناك عِدّة عوامل ذائعة تكمن خلف عادة الإرجاء نحو الأطفال ، وهي :
الأول : تدهور الحافز :
فالطفل الذي يكون الحافز يملك ضعيفاً تجاه التعليم بالمدرسة ، يمكن التعرف عليه بسهولة ، لأنه لا يهتم أبداً بإنجاز مهمته ، ولا يقدِّر في الواقع المزايا والنتائج الإيجابية للواجبات المدرسية التي تنجز على نحو جيد .
وكل ذلك يكون في الخاتمة حصيلةً للإهمال واللامبالاة ، وعدم اكتراث الطفل بالتعلم لأجل ذاته ، أو حتى ليصبح فرداً جيداً في نظر الآخرين .
الثاني : التمرد :
فالطفل المتمرِّد يؤجِّل وظائفه ، أو يسعى التملُّص منها كنوع من الصمود لبعض الضغوطات التي يتعرض لها في منزله ، وكطريقة لمعاقبة أبويه .
الثالث : عدم التنظيم :
فالطفل المهمل غير الممنهج لا يجد طول الوقتً كل الأدوات التي يحتاجها لإنجاز واجباته ، فقد يترك أحد كتبه ، أو سجِل الملاحظات يملك في المدرسة
ولذلك نجده طول الوقتً يبحث عن أشيائه الضائعة ، وذلك ما يسهم في تأخير إنجازه لدروسه وتمارينه .
الرابع : كره المادَّة :
بعض الأطفال يؤجِّلون ، أو حتى يتوقفون عن قراءة كتب أو روايات يجدونها مملة .
وبذلك هو الوضع فيما يتعلق للطفل الذي يكره مادة من المواد الدراسية ، فيستمر في تأجيلها إلى أن يكتشف أنه لم يعد في مواجهته متسع من الوقت .
حَلّ الإشكالية :
قد لا تنطبق أسلوب واحدة على كل الأطفال الذي يميلون إلى إرجاء المهمات والوظائف المترتبة عليهم ، ولكن مع هذا
هناك بعض الوسائل التي قد تعين الأهل في جعل طفلهم يتغلب على تلك العادة السيئة ، ونذكر منها :
أولاً : الرصد :
في الطليعة يلزم أن يعي الأهل ماهيَّة الإشكالية التي يتعاملون معها ، ويراقبوا طفلهم ليلاحظوا نوع الإرجاء عنده .
ثم عليهم أن يفكروا بما شاهدوه ، وأي داع من العوامل الفائتة يمكن أن ينطبق عليه ، فهل يمكن أن تشكل خلافات في المنزل مثلاً ؟ .
ثانياً : العطف والحنان :
من الناجح أن يوفّر الأهل لطفلهم شيئاً من العطف والحنان ، وبدلاً من توبيخه ، يمكن مسعى علم حاجته وميله إلى إرجاء واجباته
أي يلزم التعاطف مع الموضوعات التي يتكبد منها حتى إذا كان هو من يسببها لنفسه .
ثالثاً : التواصلالمدرسة :
مع يلزم علم وضع الطفل السيكولوجي في مدرسته ، وطبيعة تصرفاته ، لأن ذلك يعين الأهل على التداول بسهولة أضخم معه
وعلى الأهل أن يدركوا أن إرتباك الطفل واكتئابه قد يؤديان إلى الإرجاء ، وفي ذلك الحين يكون إرجاء الواجبات ايضاً حصيلةً لخلافات عائلية .
رابعاً : القدوة :
ليس على الأهل أن ينتظروا طفلهم لأجل أن يحل مشكلته بنفسه ، فإذا كان أحد الوالدين يؤجل القيام ببعض الموضوعات فإن الطفل سيقلده على نحو أتوماتيك .
أي : أن طريقة الحياة المتَّبع في البيت هو الذي يؤثر في الطفل وتربيته بالدرجة الأولى .
خامساً : المساهمة :
الأسلوب التي تجعل الطفل يساهم عوضاً عن أن تظهر وكأنها توجهه هي الأمثل ، ففي لحظة سعيدة يمكن القول للطفل :
ما الذي نستطيع فعله لنساعدك على إنجاز واجباتك المدرسية في زمانها ؟ .
إنها بعض الإجابات والتطلعات لتصنيع طفل مواظب على الانتباه بواجباته والالتزام بأداءها باتجاه مستقبل زاهر بإذن الله .