recent
أخبار ساخنة

كيف تتجنب عضة البرودة ؟ وما أسبابها وأعراضها المغيرة؟







عرف الحروق المخصصة بالشتاء علميا بقضمة البرودة أو عضة البرودة أو قضمة الثلج. ومن الذائع والمعلوم لدى عديد من الناس أن أشعة الشمس لها من الأضرار العديد والكثير، ولكن الحقيقة أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية مع برد الشتاء القارس من الممكن أن يكون السبب في إصابة الإنسان بحروق أقوى خطورة من هذه التي تسببها حرارة الصيف، خاصة مع جفاف البشرة الذي يصحب فصل الشتاء. ومن الهام جدا الإلمام بطبيعة ذلك الداء وأعراضه حتى يستطيع الإنسان من التداول السليم معه فور ملاحظة وجود تلك الأعراض وقبل أن يتفاقم الشأن. وعن أعراض عضة البرودة وأسبابها والدواء الموائم لها نكتب في ذلك النص.

ما هي عضة البرودة؟

عضة البرودة هي عبارة عن تعرض البشرة وأنسجته، كل ما تحته من طبقات، لدرجة هابطة جدا من الحرارة، اثنان تحت الصفر إلى أربعة تحت الصفر، أو للرياح الشرسة الباردة، وهذا لفترات طويلة، تطول من ساعتين لأكثر. وتصيب عضة البرودة الألياف الرخوة المتواجدة بنهاية جميع أطراف الجسم، كشحمة الأذن والأنف وأنامل الأصابع، وهي الأماكن التي تتواجد بها الشرايين الختامية وتقل فيها الدورة الدموية على العموم. ولأن هذه الشرايين تكون دقيقة جدا، فإن التعرض للبرودة الشرسة لفترات طويلة يقود إلى حدوث تقهقر أو انقباض بها؛ الشأن الذي يمنع تدفق الدم عن هذا الطرف المعرض للبرودة، ويصيب الإنسان بمرض عضة البرودة.

عوامل عضة البرودة

 بمجرد قراءة اسم الداء، أول ما يتبادر إلى أذهاننا أن الصقيع العنيفة هي المسبب الأول والأخير له؛ بيد أن ذلك ليس بصحيح؛ فمن العوامل الأخرى للإصابة بمرض عضة البرودة هو التدخين، سواء كان سلبيا أم إيجابيا. وتلك المعلومة قد تخفى على العديد من الناس، وقد لا يستوعبها الكثيرين ايضا. والسبب المنطقي لكون التدخين من العوامل الأساسية لحدوث عضة البرودة هو أن مادة النيكوتين المتواجدة به تؤدي إلى تصلب الشرايين وانقباض الأوعية الدموية؛ وذلك هو الداعِي في أن المدخنين من أكثر الناس عرضة للإصابة بالكبس الشرياني والتهابات المفاصل. وإذا كان الفرد مدخنا وتعرض للصقيع لمدة قصيرة، فسيكون بالطبع أكثر تأثرا به من غير المدخن. أيضاً يكون الأفراد الذين يتناولون أدوية مثل مثبطات البيتا التي تستخدم لمداواة التوتر والتوتر وخفقان الفؤاد القوي، يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض عضة البرودة ؛ لأن هذه الأدوية تقلل من جريان الدم للجلد. وإلى منحى هذا يصاب بتلك الحروق الباردة أولئك الذين يتكبدون من مرض قلة تواجد التروية للأوعية المحيطية، والأشخاص الذين يتكبدون من سوء التغذية، والأشخاص المجروحين بمرض السكري والتهاب المفاصل.

أعراض عضة البرودة

 إذا أصيب الإنسان بعرض عضة البرودة يأتي ذلك له ما يسمى بالحروق الباردة. وفي مستهل الإصابة بهذه الحروق ينتج ذلك أن يكسو اللون الأحمر البشرة المعرض للبرد القوي لفترة طويلة؛ وفي حال واصل التعرض للبرودة لمدة أطول يتبدل ذلك اللون الأحمر إلى اللون الأزرق ثم بعدها يشحب البشرة كليا. والسبب في هذا أن الطرف الجريح ذلك بات على وشك الوفاة وفقد الحياة وجريان الدم به. وقد تسوء الموضوعات وتبلغ آثار عضة البرودة إلى المفاصل، الأمر الذي يقود إلى فقد الشعور بها. وفي بعض الحالات يصاحب تلك الأعراض الإحساس بالحكة والتنميل القوي.



دواء عضة البرودة

 لمرض عضة البرودة درجات ثلاث؛ ودواء كل درجة يتغاير كليا عن الدرجة الأخرى؛ وفي حال تم دواء فترة ما على نحو لا يناسبها فإن الشأن حتما يتدهور.
 لذلك الداعِي فإن الجزء الأكثر أهمية في دواء عضة البرودة هو نطاق خبرة الفرد المعالج ومدى معرفته وإلمامه بأضخم قدر من البيانات فيما يتعلق الداء ومداواته الملائم. وبصرف النظر عن أن أعراض عضة البرودة تتشابه كليا وأعراض الحروق العنيفة للشمس، فإن دواء كلا المرضين وطريقة التداول معهما يتغاير على الإطلاق.
وفي وضعية إصابة الإنسان بالدرجة الأولى من عضة البرودة، درجة احمرار البشرة، يستطيع عمل تدليك خفيف للطرف الجريح؛ كما يمكن تحريك العضو لمنخض الحرارة حركات سريعة حتى يعاون على إرجاع سير الدم فيه.
أما إن تخطى الفرد الجولة الاولى ودخل الفترة الثانية، فترة ازرقاق البشرة، أو الفترة الثالثة، فترة شحوب البشرة، فلا يناسبه عمل تدليك، لأن التدليك في هاتين الحالتين قد يجرف جزءا من البشرة أو يصيب المفاصل بأذى.
 وفي بعض الحالات يصاب الإنسان بعضة البرودة وهو في مقر ناء بعيد عن أي مرفق أو مشفى، خاصة أولئك الذين يهوون استطلاع الأنحاء القطبية المليئة بالثلج أو أولئك الذي شردتهم الحروب وتركتهم في العراء بدون مسكن لفترة طويلة.
والدواء في مثل تلك الوضعية يستلزم وضع الطرف الجريح في ماء ساخن، بحيث تبلغ درجة حرارته إلى 60 درجة مئوية حتى تتمدد الأوعية الدموية مجددا ويسري الدم فيها معيدا لها الحياة.
ويعاون ذلك الطريقة في الدواء على ارتخاء طبقات البشرة؛ الشأن الذي يحاول أن تخفيف الضغط على الأوعية الدموية.
وبمجرد وضع العضو الجريح بالماء الساخن يميل لونه للأزرق، ومن ثم تتشكل على البشرة فقاعات تشبه كليا هذه التي تنتج عن الحروق بالسوائل؛ وتلك الفقاعات يدل مرآها على مطلع الدواء ودخول فترة الأمان.
 وعند بصيرة هذه الفقاعات فلا يفضل فقأها، حتى لا يؤدي هذا إلى حدوث التهابات تؤذي البشرة، وإنما تترك لتفقؤ وحدها وتتخلص من السائل المتواجد بها.
 وإذا قد كانت هناك صعوبة في وضع الطرف الجريح بالماء الساخن، كالأنف وشحمتي الأذن، يمكن عمل كمادات ساخنة للموقع، مع تدفئة الطقس العام المحيط بالشخص حتى يتأثر الطرف بالتدفئة ويبدأ سبيل الدواء.
وإذا قد كانت هناك صعوبة في الاستحواذ على النار، يمكن العثور عليها باستعمال الصخور المتواجدة بكل مقر، وهذا من خلال حكها ببعض بشدة حتى يتضح الشرر منها. ولا يفضل استعمال النار المباشرة، لأنها من الجائز أن تتلف أجزاء من البشرة دون أن يشعر الإنسان.

عضة البرودة العميقة

ذكرنا سلفا أن عضة البرودة تتم على ثلاث درجات؛ والدرجة الثالثة منها تسمى بعضة البرودة العميقة أو الشرسة. وعادة يبلغ الشأن إلى ذلك الحد في حال واصل الفرد في درجة حرارة هابطة ولم يسرع بعلاج الجزء الجريح. ومن أكثر أهمية الأعراض التي تبدو على البشرة نحو وصول عضة البرودة إلى ذلك الحد هو تحوله إلى اللون الأزرق أو الأسود. والحقيقة أن عضة البرودة العميقة تؤثر بالسلب على الألياف والعضلات، لكن والعظام والمفاصل، للجزء الجريح؛ ولهذا ينتج ذلك أحيانا أن يضطر الطبيب للبتر.
عقاقير دواء عضة البرودة
في حال أصيب الفرد بعضة البرودة، لا يستطيع تماما استعمال أي عقاقير قبل استشارة الطبيب؛ ولعل الدواء الأوحد الذي يمكنه تناوله لحين استشارة الطبيب هو المسكنات؛ وهذا إن لم يكن باستطاعته تحمل الوجع الناتج عن العضة.

دواء عضة البرودة بالأعشاب
 هناك من الوسائل الطبيعية ما من الممكن أن يسهم في التخلص من عضة البرودة نهائيا؛ ومن تلك الأساليب استعمال مغلي النارينج، وهي ثمرة تشبه البرتقالة، حتى أنها تسمى بالبرتقال المر؛ ويكون هذا بتقطيع الثمرة إلى أجزاء وغليها بالماء، ومن ثم وضع العضو الجريح بالماء عندما يتخلص من درجة الحرارة العالية ويبلغ للدفء؛ ويتواصل الفرد في وضع العضو الجريح بذلك الماء حتى يبرد على الإطلاق. ويمكن أيضا دهن العضو الجريح بزيت النارينج أو زيت البرتقال. تلك تعتبر أفضل الأساليب الفعالة للتخلص من عضة البرودة بأسلوب طبيعية آمنة.
الوقاية من عضة البرودة
في حال كنت ممن يقطنون مكانا من هذه الأماكن المعروفة بهبوط درجة الحرارة، فيفضل قيامك بعملية الإحماء قبل الذهاب للخارج من المنزل، حتى يتوزع الدم في جميع مناطق الجسد، وخصوصا الأطراف. ايضاً ينصح بالابتعاد عن الكحول والعقاقير المهدئة والتدخين، حتى نحتفظ بدرجة حرارة الجسد خلال التواجد في وسط منخض الحرارة. وختاما عليك القيام بكل ما بوسعك حتى تقي نفسك من عضة البرودة ومخاطرها. وفي حال أصبت بها، فلتختار الدواء الملائم والمعالج الكفء؛ لأن الطبيب المعالج قد يقوم بفعل تدليك مثلا أو أي نوع للعلاج، ولأنك نتيجة لـ الإصابة لا تشعر بألم، فقد تتلف بعض أجزاء وطبقات البشرة وقد ينكسر أحد المفاصل دون إحساس منك ولا أي ردة إجراء.
google-playkhamsatmostaqltradent