recent
أخبار ساخنة

الجينات الوراثية تسيطر على تعاطُف الفرد تجاه الآخرين





اظهرت دراسة بريطانية- فرنسية مشتركة أن الجينات تؤدي دورًا هامًّا في توضيح الفرد لتعاطفه مع الآخرين؛ إذ تعين الإنسان على التواصل، وتؤثر على سلوكه في مغاير المواقف.

وأفادت التعليم بالمدرسة، التي نشرتها دورية "ترانسليشونال سايكاتري، والتي أجرتها جامعة كمبريدج بالتنسيق مع "معهد باستير" وجامعة "باريس ديديرو" وشركة "23 آند مي" المختصة في البيانات الوراثية، أن التقمص الوجداني (المقدرة على إستيعاب الوضعية الذهنية لشخص آخر، كأن تقول له إنني أفهم مشاعرك) لا يُعَد لاغير أمرًا يطوره الإنسان عن طريق التنشئة وخبرات الحياة، ولكنه يعود أيضًا، بصورة نسبية، إلى الصفات الوراثية.

كما اكتشفوا أن المتغيرات الجينية المرتبطة بـ"هبوط التعاطف" مع الآخرين ترتبط بصعود عامل خطر الإصابة بالتوحُّد، مشيرين، في الوقت نفسه، إلى أنهم "لم يستطيعوا تحديد وحدات وراثية التعاطف التي تتحمل مسئولية ذلك الشأن".
يقول "فارون وارير" -الباحث الأساسي في التعليم بالمدرسة، وباحث ما بعد الدكتوراة في ترتيب أبحاث التوحد بجامعة كمبريدج- في إفادات لـ"للعلم": "إن التعاطف يؤدي دورًا هائلًا في الصلات الإنسانية، كما أن له شقين، هما: "التعاطف الإدراكي" الذي يُمَكِّن المرء من التعرف على أفكار ومشاعر الآخرين، و"التعاطف الوجداني" الذي يحدد تمكُّن الفرد على الاستجابة الانفعاليَّة المناسبة للموقف الذي يتعاطف معه".

جرى قياس تعاطف المشتركين في التعليم بالمدرسة من خلال الإجابة عن استبانة وضعها باحثون بجامعة كمبريدج قبل 15 عامًا وأطلقوا عليها "EQ" لقياس نوعي التعاطف، وباستخدامها تبيَّن أن بعض الإنس أكثر تعاطُفًا من غيرهم، وأن السيدات يتفوقن على الرجال في ذلك الشأن ولكن بدرجة طفيفة.

تضمَّن الامتحان معلومات الفرد فضلًا عن إجاباته عن 60 سؤالًا بـ"موافق أو غير موافق أو إلى حاجزٍّ ما"، من أجل علم طريقة الفرد في الحياة وأسلوب تعامله مع الآخرين ومقدرته على الحكم على الغير.

يضيف "وارير" أن "الامتحان أظهر أيضًا أن الأفراد الجرحى بالتوحد يواجهون صعوبات في التعاطف الإدراكي لاغير"، مبينًا أن "الرابطة بين التعاطف والتوحد معقدة، وتقدير التعاطف الإدراكي لدى مرضى التوحد عبر امتحانات مغايرة أظهر هبوطًا لدى مقارنته بالأشخاص الطبيعيين".

من جانبه، نوه "سايمون بارون كوهين" -قائد ترتيب أبحاث التوحد بجامعة كمبريدج- في تصريح صحفي إلى أن اختلاف درجة التعاطف، ولو بمقدار طفيف نتيجة لـ الجينات، يجعلنا أكثر مقدرةً على إستيعاب الإنس، وخصوصاً مرضى التوحد الذين يصعب عليهم تخيل أفكار الغير ومشاعرهم، وهي إعاقة لا تقل تحديًا عن غيرها.
أُجري الامتحان على 46 ألف فرد، وجرى أخذ عينات من لُعابهم لاختبار الحمض النووي يملكون، ووجدوا أن 10% من المتغيرات المرتبطة بنسبة تعاطُف الناس ترتبط بعوامل جينية، وأن السيدات في الوسطي أكثر تعاطفًا من الرجال رغم عدم حضور متغيرات جينية، ما يوحي بأن الفارق بينهما يعود الى أسباب أخرى مثل التنشئة الاجتماعية، وعوامل بيولوجية غير وراثية مثل نفوذ الهرمونات في فترة الجنين، والتي تتغاير أيضًا بين الجنسين.

بدوره، شدد "توماس بورجورون" -الأستاذ بجامعة "باريس ديديرو" ومدير وحدة الوظائف الوراثية والإدراكية البشرية بمعهد باستير والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي- في إشعار صحفي أن "الخطوة الآتية هي دراسة عدد أضخم من الأفراد؛ لتحديد المجريات البيولوجية المتعلقة بالفروق الفردية في الإحساس بالتعاطف بصورة دقيقة".

google-playkhamsatmostaqltradent